حضرت الثقافة وغابت الأعلام الوطنية - ارشيف موقع جولاني
الجولان موقع جولاني الإلكتروني


حضرت الثقافة وغابت الأعلام الوطنية
عماد سامي - 12\08\2008

عذرا منكم اصدقائي القائمين على مهرجان "من فلسطين إلى الجولان". ربما لست بمستواكم الأكاديمي او "الثقافي" لانتقدكم... لكنني مع ذلك سأسمح لنفسي، ان اقدم نقدا رفاقيا لكم. ربما النقد الذي ساوجه لكم يُعبر، كما قال لي البعض، عن رؤية "فلاحية عمالية" ويكشف عن جهلي بما تعنيه "الثقافة غير المباشرة".. ولكن مع ذلك، أرى انه من حقي ان اعبر عن قناعتي وآمل ان يحظى برحابة صدركم..
ولكن قبل ذلك اوجه لكم جميعا التحية.. فانتم وضعتم لبة اضافية في مسيرة التواصل النضالي السوري الفلسطيني، ووضعتم بلمساتكم الفنية الثقافية، بصمة وطنية زادت الجولان الصامد جمالا وكبرياء..
"من فلسطين إلى الجولان" – مهرجان، يختزل على طريقته التواصل النضالي بين تجربتي صمود ومقاومة: في الجولان المحتل وفي فلسطين السليبة.. ماضينا وحاضرنا يشتركان معا بالمعاناة من ذات العدو، وبالتصدي لذات العدو.. وان كانت ادواتنا قد تختلف ولكن الهدف الواحد يجمعنا: استمرارية النضال. والعنوان هو الدفاع عن قضايانا والتخفيف من معاناتنا وصون اتجازاتنا الوطنية..
ولكن رفاقي عذرا منكم...انتم أخطئتم عندما لم يتم افتتاح المهرجان واختتامه بالنشيدين الوطنيين السوري والفلسطيني..وأخطئتم باستخفافكم بـطقوس وطنية درجنا عليها منذ سنوات وسنوات تقضي بان "تتزين" نشاطتنا بـ "الأعلام الوطنية"، وكان بالامكان ان نرى في هذه الفعالية اعلامنا السورية والفلسطينية ترفرف شامخة فوق ترابنا وبين تفاحنا لتكتمل فرحتنا بمهرجان عنوانه "من فلسطين الى الجولان".. وشكرا للضيوف الكرام الذين انتبهوا لهذه الفجوة، فرفعوا العلمين، السوري والفلسطيني، في اكثر من فعالية.. وقد رأيتم كيف تفاعل الجمهور بمحبة كبيرة مع هذه اللفتة الجميلة من الضيوف الاحباء...
مهرجانكم الثقافي الوطني "من فلسطين إلى الجولان"، افتقر للاسف الى هذه "الطقوس" كرفع العلم الوطني والوقوف احتراما واجلالا لدماء الذين سقطوا دفاعا عن الثقافة الوطنية وعن رمزية النشيد والعلم الوطنيين...
لا يجوز ايها الاخوان التنازل عن هذه "الطقوس" مهما كانت الاعتبارات والافكار.. فمهرجان "من فلسطين إلى الجولان"، ليس طائرات ورقية يطلقها اطفالنا كي يعبروا ويستنتجوا ويكتبوا عليها ما يردون، وهو ليس ايضا فعالية تعليمية تهدف الى اعطاء فسحة للجدل والاستنتاج...
"من فلسطين إلى الجولان" - مهرجان تستضيفه شريحة واسعة، لها ثقافتها وخصوصيتها "الجولانية العربية السورية المحتلة"..شريحة قدمت وضحت وعانت من اجل رفعة هذا الرموز الوطنية وتتثبتها كامر واقع في وجه الاحتلال الذي اضطر ملزما ان يُسلم بحقنا في رفع علمنا الوطني وانشاد "حماة الديار" بعد ان فشل في ثنينا عن ذلك وقت كان رفع العلم يكلف صاحبه الدخول الى السجن..
ايها الاصدقاء.. كما انه لا يمكن لاي نتاج فني، ان كان لوحة رسمتها ريشة مرهفة، او تمثال نحتته انامل مبدعة، ان يُرى بكامل هيبته وجماله الا من خلال عرضه بطريقة صحيحة ومراعاة "طقوس شكلية" مثل الموقع والمكان المناسبين والاضاءة والديكور...الخ، كذلك الامر عندما يتم تنفيذ اي فعالية وطنية..هناك "طقوس" قد يعتقد البعض انها شكلية ولكنها في الحقيقة لا تقل اهمية عن جوهر هذه الفعلية.
ربما ليست لدي المقدرة على مجادلتكم في ثقافتكم الأكاديمية.. فانا عامل بسيط، تثقفت على ارث الشهيد ناجي العلي والشيخ امام واحمد فؤاد نجم..وعلى رسومات الأسير عاصم الولي..وعلى كتب خُطت بدماء شهدائنا وأخرهم الشهيد هايل ابو زيد وبصمود أسرانا، صدقي المقت وكميل خاطر وشام شمس ووئام عماشة... وادرس في جامعة بشر المقت وسيطان الولي، اللذين كانا يستحقا من مهرجانكم لفتة خاصة وهم في ظروف اعتقالية وصحية معروفة للجميع..! كم هما وباقي اسرانا بحاجة ماسة الى مثل هذا الدعم المعنوي.. وكم نحن وانتم بحاجة لنكون دائما قريبين منهم وعادلين بحقهم... ومرة اخرى شكرا للضيوف الاحباء الذين اتوا على ذكرهم...!
وأخيرا ادعوكم للبحث عن الطفل اسيل الذي فقد العلم وبحث عنه ولم يفهم لماذا لا يراه يرفرف فرحا سعيدا شامخا في سماء ساحة المهرجان وفوق المنصة..! ابحثوا عن الأطفال الذين أحضرهم الفنان حمادة مداح بمبادرة من مركز فاتح المدرس ليرسموا على صفحات بيضاء الأعلام السورية داخل خيمة الاعتصام، ويتزاحموا على رفع علمهم الوطني.
العلم الوطني والنشيد الوطني باتا جزءا اصيلا من طقوسنا الوطنية، وليس هناك اي مبرر لان يعيدنا البعض الى فترة ما قبل الاضراب عبر استحضار مقولات على شاكلة " الثقافة غير المباشرة "..!

عقب على المادة

لا توجد تعقيبات حاليا